نوفمبر 13, 2023

تفاعُلات الطبيعة، أم شكل من أشكال الحياة القديمة!

تفاعُلات الطبيعة أم شكل من أشكال الحياة القديمة

حجر ترك بصمته على مرّ العصور، وجعل العالم عاجز عن الكلام لآلاف السنين لجمال لونه وصلابته، سُمي بسيد الأحجار وجوهرة سبتمر. كيف لا وقد صُنِّف على أنَّه واحد من أثمن الأحجار الكريمة إلى جانب الزمرد الكريستال والألماس، دعونا نتعرف و نستكشف عن تاريخ هذا السحر الأزرق الذي سرق أفئدتنا..

تاريخ تشكُّل اليــاقوت

يعتبر الياقوت من أنواع الكورنديم. يتميز بلونه الأزرق اللامع وهو اللون الأكثر شهرة وشيوعاً في العالم، ولكن يمكن أن يظهر أيضاً بألوان مختلفة فيتدرج لونه من القرنفلي إلى الأرجواني إلى البني المائل للاحمرار “الرّماني” وهو نوع نادر ويعد من أغلى الألون، ويعود لون الياقون وتدرجاته إلى الشوائب الموجودة فيه، مثل الحديد والكروم، ويخطئ كثير من الناس في التمييز بينه وبين العقيق لتشابههما في اللون الأحمر الناري.

يحتاج الياقوت إلى ملايين و حتى مليارات السنين ليتشكّل، وتم الاعتماد على أنه اكتشف منذ 2500 عام قبل الميلاد، وشهد العالم على أهمية هذا الحجر الثمين منذ 800 عام قبل الميلاد، في مدينة مو غوك.

أما بالنسبة لتاريخ استخدام الياقوت فهو يمتد لآلاف السنين، حيث تم العثور على مجوهرات تحتوي على حبيبات من الياقوت في قبور المصريين القدماء.

من أين جاء اسم اليـــــاقوت؟

يعود اسم الياقوت إلى كلمة في اليونانية القديمة  – ” Sappheiros ” – والتي معناها الجوهرة الزرقاء الثمينة ورجّح العلماء على أنها في الأساس أُخذت من الكلمة السنسكريتية Sanipriya والتي معناها حجر داكن اللون مقدس لزحل.

من المثير للاهتمام أنَّ الثقافات السابقة ربما استخدمت هذه الكلمة للإشارة إلى الجوهرة الزرقاء غير الشفافة اللازورد ، ولكن بمرور الوقت تم استخدامها للإشارة إلى هذا النوع الأزرق من أكسيد الالمونيوم.

تفاعُلات الطبيعة أم شكل من أشكال الحياة القديمة

اليــــاقوت على مر العصور

تمتع الياقوت لأكثر من ألف عام بارتباطه الوثيق بالملوك، لما يحمل هذا الحجر الكريم من غموض. في العديد من الثقافات القديمة، فلم تكن هذه الجوهرة موضع إعجاب لأناقتها فقط، فقد كان الحجر المفضل للملوك لأجيال طويلة. مثل اليونان القديمة وروما، حيث اعتقد الملوك والملكات بأنّ الياقوت الأزرق يحميهم من الحسد والأذى، كما اعتقد الفرس أنّ الياقوت الأزرق كان عبارة عن رقائق شكلت قاعدة ضخمة مهمتها أن تدعم الأرض، وبأنّ لون السماء ما هو إلا انعكاس لهذه القاعدة. أما في العصور الوسطى فقد اعتبر الياقوت على أنّه ترياق ضد السموم، وبأنّه يمتلك قوة سحرية عظيمة  التأثير على الأرواح. كما ارتبط الياقوت بالنبل والإخلاص.

وقيل بأنَّ الألواح الحجرية المكتوب عليها الوصايا العشر مصنوعة من الياقوت. والإمبراطور الهندي شاه جاهان أمر ببناء تاج محل والعديد من التحف المعمارية، منها عرش الطاووس، وهو تصميم لطير الطاووس زين العرش بذيول مرصَّعة بجواهر زرقاء زاهية اللون، كما يضم العديد من الأحجار الكريمة المختلفة، ولم ينجُ العرش عند نهاية الإمبراطورية وبقي ضائع في التاريخ.

بعد أن تعرفنا سويةً على قدسية و ملكية الياقوت تملكني سؤالاً يا ترى ما الذي دار في مخيلة أول شخص حمل هذه الأحجار القديمة للمرة الأولى، وكيف شعر بعد أن رأى لونها الأزرق السماوي أمام ضوء الشمس!