نوفمبر 13, 2023

أحجار كريمة تكوّنت قبل وجود الإنسان

ظهرت عندما تشكلت الحياة لأول مرة على الأرض في العصر الأركي، حملت أسرار لونية تسحر الألباب، وبريق بلوراتها تعشقها الأعين، أما طاقتها وذبذباتها تشفي العليل، هذا ما وُصفت به الأحجار الكريمة منذ آلاف السنين الماضية، وإن تمعنّا جيداً في حقيقة تقديسنا لها سنرى أننا مُغرمون بأسرار تكوينها الفيزيائي والكيميائي على مر العصور.

مكانة الأحجار الكريمة عبر التاريخ:

لم تسلم الأساطير من سهام الأحجار الكريمة، فعلى سبيل المثال العقيق وهو واحد من الأحجار الكريمة التي تحسن المزاج وتعزز الطاقة الإيجابية للإنسان، تميّز بألوانه الدافئة التي تشعرك بسحر لا يمل الناظر إليه، كالأخضر والأرجواني والأصفر الفاتح والأحمر الغامق، بالإضافة إلى الراحة النفسية التي تشعر بها. وقد ارتبط العقيق في الأساطير اليونانية بـ غايا أي إلهة الأرض والطبيعة، وفي الأساطير الرومانية ارتبط بـأورورا وهي إلهة النور والنهار. أما الأساطير السلتية نجد أنّه ارتبط بـ تشيريدوين وهي إلهة الموت والخصوبة. وسمي بحجر الآلهة عند السكان الأصليين في أستراليا وآمنوا أنه يجلب الحظ لمن لا يملكه.

حجزت الأحجار الكريمة مكان لافت في الحضارة الإسلامية، وهنالك العديد من الآيات في القرآن الكريم التي وصفت جمالها والمكانة التي تتمتع بها، وأحد هذه الأحجار اللؤلؤ والمرجان والياقوت،

فقد قال تعالى في سورة الرحمن ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱللُّؤْلُؤُ وَ ٱلْمَرْجَانُ ﴾

كما تغنّى العرب بجمالها وكتب عنها أبيات شعر خلّدت قدسيتها وسحرها،

وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ

مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ

وتجاوزت الأحجار الكريمة قيمتها المادية عند العرب القدماء الذين طوّروا علم الأحجار الكريمة لتحمل قيم علاجية.

فُتِن الملوك بالأحجار الكريمة فزيّنوا قصورهم ورصّعوا تيجانهم بها. أما كهنة الفراعنة والفينيقيين فاستخدموها للزينة والتبرك والعلاج وهنالك أدلة كثيرة على ذلك وُجدت في معابدهم، وكذلك الأمر عند باقي حضارات العالم القديم فقد تمتّعت بمكانة روحيّة تصل إلى حدِّ القداسة مثل الإغريق والفرس والرومان والصينيين والهنديين.

أما في عصر النهضة فقد اهتمت الدول الأوروبية بالأحجار الكريمة وخاصة فرنسا، حيث استخدمتها لتزين بها التيجان، وصولاً إلى العصر الحديث حيث دخلت الأحجار الكريمة في الكثير من الصناعات الدقيقة وأبحاث المتعلقة بالطب والفضاء.

سواء أكنت من عشاق علوم الجيولوجيا أو أنك مسحور بجمال الأحجار الكريمة فمن المؤكد بعد قراءتك و اطّلاعك على هذه الاختلافات أنَّك أُسرت مثلي بالثقافات القديمة والطريقة التي تغيرت بها نظرتهم للأحجار الكريمة.