العقيـق جــوهرة من جواهـر الأرض
هو مجموعة متنوعة من العقيق الأبيض، والذي هو من أنواع الكوارتز البلوري الدقيق، تشكّل من المياه الغنية بالسيليكا التي ملأت تجاويف الصخور وخاصة البركانية. وعندما تخرج هذه المياه تبقى رواسب معدن السيليكا ليتشكل عندها بلورات الكوارتز المجهرية، لتتشكل طبقات عديدة ببطء مع مرور الوقت لتشكل العقيق.
مميزات العقيق
يتميّز العقيق بملمسه الناعم وتنوع ألوانه الجذّابة، منها الأبيض، الرّمادي، الأزرق، الأخضر، الوردي، الأحمر والبني بالإضافة إلى الأسود. والطبقة الأولية للعقيق لونها أخضر داكن كما تظهر خطوط على سطح العقيق بألوان مختلفة على شكل حلقات متّحدة المركز وأشرطة منحنية، وفي بعض الأحيان نرى تصميمات معقدة. تشكلت هذه الخطوط نتيجة للترسب المتتالي للمعادن في تجويف الصخور الذي تحدثنا عنه سابقاً. وما يميز العقيق أنه حجر شفاف على الرغم من وجود الأشرطة المتداخلة حيث يسمح بمرور الضوء عبر سطحه لتظهر جمال وسحر طبقاته.
تـاريخ اكتشاف العقيــق
تم تأريخ تشكله على الصخور في وقت مبكر من الزمن الأركي. أما فترة اكتشافه فتتراوح بين القرن الثالث و الرابع قبل الميلاد، وتعود تسميته إلى الفيلسوف اليوناني وعالم الطبيعة ثيوفراستوس، الذي اكتشفه على ضفاف نهر آخاتيس، في مدينة صقلية الإيطالية، يتميز هذا النهر بلونه الأزرق الياقوتي وأشيع أنه يحتوي على كنوز مدفونة في القاع.
استُخدم العقيق لعدة قرون كحجر زينة في الحضارات اليونانية سواء في المجوهرات والحلي والأختام. وقد شاع أيضا أنه تم استخدامه في حضارة وادي السند.
المعتقدات الميتافيزيقية للعقيق
لا توجد أدلة علمية على أنَّ للأحجار الكريمة قدرات خارقة للطبيعة، لكن هناك عدة معتقدات تجمع على أنّ كل مجموعة من العقيق تحمل معاني ورمزية مختلفة سنشارككم بها أعزائي كنوع من التعرف على الثقافات الشعبية المختلفة و تقاليدهم:
- اعتُقد قديماً أنَّ العقيق حجراً أساسياً له خصائص ميتافيزيقية ومرتبط بتوازن الطاقة الإيجابية والسلبية للإنسان بالإضافة إلى توفير الحماية وتعزيز القوة الروحية.
- كما ارتبط العقيق بالتأمل والإدراك الذّاتي للرّوح، يسمح لحامله بتجاوز جميع العقبات التي تواجهه.
- وهنالك معتقدات أُخرى على أنَّ العقيق يمتلك خصائص علاجية، وخاصة لعلاج الجهاز اللمفاوي والدورة الدموية.
- كما استخدم قديماً للحماية من لدغات الأفاعي والعقارب، وتوقف البرق والرعد.
أين يتم العثور على حجر العقيق؟
يوجد العقيق في جميع أنحاء العالم. وخاصة الأماكن المرتبطة بالأنشطة البركانية. ولكن المصادر الرئيسية هي جنوب البرازيل وشمال أوروغواي وكندا.
إلى هنا وصلنا إلى نهاية رحلتنا في عالم مجوهرات الأرض، ولازال في جعبتنا الكثير والكثير عن هذه الخبايا المدفونة.