من الصعب علينا تحديد تاريخ محدّد لتشكّل الفضة في شكلها الخام، حيث تعود كلمة التشكّل إلى ملايين السنين، وذلك عندما كانت الأرض لا تزال في طور التكوين، تفاعلت ذرات الرصاص مع ذرات الهيدروجين وأهدت العالم عنصر الفضة، مع مجموعة أخرى من المعادن كالذهب والنحاس والنيكل.
وقد تم العثور على أقدم بقايا بشرية تحتوي على الفضة بشكلها المعدني في سويسرا – بلد الشوكولا -وذلك حوالي 5000 عام قبل الميلاد، وتمّ العثور على الفضة في العديد من الحضارات القديمة الأخرى، مثل الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإغريقية و الحضارة الرومانية القديمة والتي كانت تعتبر أنَّ الفضة أغلى من الذهب لصعوبة فصلها عن المركبات الأخرى التي وجدت معها.
تاريخ الفضة و استخداماتها
ارتبطت الفضة قديماً ارتباطاً وثيقاً بالأساطير في العديد من الثقافات حول العالم، واعتبرت على أنها عنصراً غامضاً تشابكت في العديد من قصص الأديان والطقوس وتراث الشعوب التي عاشت في بلاد ما بين النهرين واليونان والشرق الأوسط ومصر، فمنهم من قدَّسها ومنهم من ارتداها كمجوهرات وملابس لإيمانهم بخصائصها الميتافيزيقية ، إليك بعضاً من هذه القصص.
اعتُبرت الفضة على أنَّها خاصة بإلهة القمر اليونانية آرتميس، وكانت تصطاد بالقوس والسهام الفضية. كما نجد أيضاً بأنَّ قوس وسهام أبولو مصنوعين من الفضة، بالإضافة إلى مرآة أماتيراسو، كما اعتقد العديد من اليونانيين أنَّ عيني ثيا – إلهة البصر في الميثولوجيا الإغريقية – كانتا عبارة عن أشعة من الضوء حيث توفر نظرة ثاقبة للبشر، ومنحت البريق للذهب والفضة والأحجار الكريمة.
آمنت شعوب الآزتيك بالطبيعة العاكسة للمعادن فاستخدموا الفضة في مجوهراتهم وملابسهم. واعتبروا أنَّ الفضة رمز خاص ببوابات عالم الروح.
أما في العصر الفيكتوري فقد جذبت المجوهرات الفضية السيدات بشكل كبير وذلك بفضل التصميمات المعقدة التي ابتكرها صناع المجوهرات، فقد سمح البريق الفضي الذي يبرزه معدن الفضة بربطه بأحجار ملونة شبه كريمة مثل الجمشت والتوباز والعقيق.
وبعد وفاة الملك ألبرت، غرقت الملكة فيكتوريا في حدادها وارتدت اللون الأسود حتى نهاية أيامها مما جعل المجوهرات الفضية المرصعة بأحجار داكنة مثل العقيق هي المسيطرة على البلاط الملكي و الموضة في ذلك الوقت.
وللهند حصة كبيرة في تطور صناعة الفضة كحلي ومجوهرات، فالفضة في حضارة الهند ليست فقط معدن ثمين وإنما يعتبر حجراً مقدساً يرمز للقمر. كما تُقدم المجوهرات الفضية كهدية في الاحتفالات والطقوس الدينية لجلب الحظ السعيد. بالإضافة إلى سوار فضي يعتبر تقليدا سارياً في الثقافة الهندية و هو سوار نزار كادا الفضي ومنقوش بالخرز الأسود لحماية الأطفال من العيون الشريرة.
لذا عزيزي إن كنت من محبي الأساطير القديمة فأنصحك بتصفح المتجر، واختر خاتمك المفضل لتكمل أناقتك الأسطورية، أو يمكنك إهدائه لشخص عزيز على قلبك لما للفضة من حصة فخمة على مر الزمان.